جهود أسرة آل مبارك الأحسائية في إحياء الفقه المالكي بمملكة البحرين
جهود أسرة آل مبارك الأحسائية في إحياء
الفقه المالكي بمملكة البحرين
الحمد لله على ما منَّ به من تنظيم دروس الفقه المالكي برعاية كريمة من إدارة الشؤون الإسلامية، والتي وقع اختيارها على فقيهين فاضلين أُنيط لهما شرف التدريس هما فضيلة الشيخ د. قيس بن محمد آل مبارك المالكي الأحسائي وفضيلة الشيخ د. صلاح آل مبارك المالكي الأحسائي وهما من الشيوخ الأفاضل المعتنين بمذهب الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه.
وينتسب الفقيهان المذكوران إلى
أسرة عتيدة خدمت مذهب الإمام مالك رضي الله عنه خير خدمة في بلاد الأحساء وما
جاورها، تدريسا وتصنيفا وتحقيقا بدءا من جدهما الأعلى الإمام العلامة الفقيه الشيخ
مبارك بن علي التميمي المالكي الأحسائي المتوفى سنة 1230هـ الذي ألف التصانيف
النافعة في فقه السادة المالكية كـ"هداية السالك إلى مذهب الإمام مالك"
و"تسهيل المسالك إلى هداية السالك" وغيرهما، فضلاً عن قيامه بالتعليم
والإرشاد لطريق الحق سبحانه وتعالى والذي سطَّر له التاريخ مواقف مشهودة في الدفاع
عن أهل السنة والجماعة ورد المبتدعة في زمنه رحمه الله تعالى وأجزل له في الآخرة
مثوبته.
ولم يقتصر نشاط تلك الأسرة
المباركة على بلاد الأحساء فقط بل جاوزها إلى من بجوارها من دول الخليج العربي
وغيرها، فقد تقلد اثنين من أفرادها القضاء في مملكة البحرين وهما الشيخ عبدالرحمن
بن عبداللطيف آل مبارك المالكي الأحسائي المتوفى سنة 1310هـ، والشيخ عبدالله بن
الشيخ عبدالعزيز آل مبارك المالكي الأحسائي الشهير بالشيخ المُمَيِّز المتوفى سنة
1398هـ، كما تقلد القضاء كذلك في الإمارات العربية المتحدة بإمارة أبوظبي منها
الشيخ أحمد بن الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مبارك المالكي الأحسائي المتوفى سنة
1409هـ، مما يدل على قوة ارتباط هذه الأسرة بدول الخليج العربي من قديم
الزمان إما عن طريق أبناء هذه الأسرة أو عن طريق تلاميذهم من بعدهم.
وقد تتلمذ على أسرة آل مبارك من
البحرين جُمْلَةٌ من قضاة الشرع الشريف والمتصدرين للإفتاء بها كالقاضي الشيخ قاسم
بن مهزع المالكي والقاضي الشيخ عبداللطيف بن محمد آل سعد المالكي والشيخ عبدالله
الصحاف المالكي والقاضي الشيخ عبدالرحمن المهزع المالكي والقاضي الشيخ عبدالله
الفضالة المالكي رحمهم الله تعالى وغيرهم الكثير الذين تتلمذوا على علماء أسرة آل
مبارك الأحسائية فما أشبه اليوم بالبارحة.
أما عن الكتب المقرر تدريسها من
قبل اللجنة المنظمة فهما كتابان جليلان، أولهما: "الموطأ" للإمام مالك
بن أنس رضي الله عنه وثانيهما: كتاب "تدريب السالك إلى أقرب المسالك"،
للعلامة الفقيه الشيخ عبدالعزيز بن حمد آل الشيخ مبارك المالكي الأحسائي المتوفى
سنة 1360هـ ، فالموطأ كتاب جمع فيه الإمام مالك رضي الله عنه أحاديث رسول الله صلى
الله عليه وسلم وغيرها من آثار التابعين وهو كتاب شهير غني عن التعريف، والكتاب
الآخر هو متن في فقه السادة المالكية اختصره مؤلفه من كتاب "أقرب المسالك إلى
مذهب الإمام مالك" للإمام أبي البركات أحمد بن محمد الدردير العدوي المالكي
الأزهري المتوفى سنة 1201هـ، وقد وضع الشيخ محمد الشيباني الشنقيطي شرحاً على كتاب
"تدريب السالك" في أربع مجلدات سماه "تبيين المسالك" فجزاه
الله خيرا.
ولا يفوتني في هذا المقام أن أذكر
بعض الكتب المعتمدة التي يحتاجها الدارس للمذهب المالكي والتي تحوي المشهور
والمعتمد من أقوال السادة المالكية: كالمدونة للإمام سُحْنون التي حوت في طياتها
نقول حَذامِيِّ المذهب الإمام ابن القاسم عن الإمام مالك رضي الله عنه، فهي الأم
للمذهب بحق التي لا يدانيها شيء من كتب المذهب، والتي كانت تحفظ عن ظهر قلب سابقاً
والحكايات في هذا كثيرة، وكذلك مختصر المدونة للإمام البراذعي، والرسالة للإمام
ابن أبي زيد القيرواني، ومختصر الإمام خليل، والشرح الكبير على مختصر خليل للإمام
الدردير بحاشية العلامة الدسوقي، وشرح الإمام الخَرَشي على مختصر خليل بحاشية
العلامة علي الصعيدي، والشرح الصغير على أقرب المسالك للإمام الدردير بحاشية
العلامة الصاوي مع "التعليق الحاوي" للعلامة الشيخ محمد بن إبراهيم آل
الشيخ مبارك وغيرها.
وفي ختام حديثي أتقدم بالشكر
الجزيل لإدارة الشؤون الإسلامية على إقامة هذه الدروس المباركة وأسأل المولى تعالى
أن يبارك في جهودهم وجهود القائمين عليها وأن ينيلهم خَيْرَيِ الدنيا والآخرة
آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
تعليقات
إرسال تعليق