المشاركات

جهود أسرة آل مبارك الأحسائية في إحياء الفقه المالكي بمملكة البحرين

جهود أسرة آل مبارك الأحسائية في إحياء الفقه المالكي بمملكة البحرين الحمد لله على ما منَّ به من تنظيم دروس الفقه المالكي برعاية كريمة من إدارة الشؤون الإسلامية، والتي وقع اختيارها على فقيهين فاضلين أُنيط لهما شرف التدريس هما فضيلة الشيخ د. قيس بن محمد آل مبارك المالكي الأحسائي وفضيلة الشيخ د. صلاح آل مبارك المالكي الأحسائي وهما من الشيوخ الأفاضل المعتنين بمذهب الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه. وينتسب الفقيهان المذكوران إلى أسرة عتيدة خدمت مذهب الإمام مالك رضي الله عنه خير خدمة في بلاد الأحساء وما جاورها، تدريسا وتصنيفا وتحقيقا بدءا من جدهما الأعلى الإمام العلامة الفقيه الشيخ مبارك بن علي التميمي المالكي الأحسائي المتوفى سنة 1230هـ الذي ألف التصانيف النافعة في فقه السادة المالكية كـ"هداية السالك إلى مذهب الإمام مالك" و"تسهيل المسالك إلى هداية السالك" وغيرهما، فضلاً عن قيامه بالتعليم والإرشاد لطريق الحق سبحانه وتعالى والذي سطَّر له التاريخ مواقف مشهودة في الدفاع عن أهل السنة والجماعة ورد المبتدعة في زمنه رحمه الله تعالى وأجزل له في الآخرة مثوبته. ولم يقتص...

صلاة الكسوف سنة على المعتمد في المذاهب الأربعة

صلاة الكسوف سنة على المعتمد في المذاهب الأربعة تزامناً مع ظاهرة كسوف الشمس والتي حدثت منذ فترة قصيرة في مملكة البحرين، قام أحد خطباء المساجد يوم الجمعة بالحديث عن هذه الظاهرة وحكمة الله فيها وحكمها الشرعي وصفة صلاتها، وقد كنت ممن حضر الخطبة، والتي بين فيها الخطيب هذه الأمور حتى وصل إلى الحديث عن حكم صلاة الكسوف شرعاً، وقال: (بأن الراجح من أقوال أهل العلم في حكم صلاتها هو الوجوب) . فاستنكرت في نفسي القول بالوجوب واستبعدت أن يكون له قائل من المذاهب الأربعة السُنِّيَّة؛ لأن المعروف أن الواجب هو الصلوات الخمس فقط، حتى استرسل الخطيب في كلامه وانتصر للقول بوجوب صلاة الكسوف وأن القول بسنيتها ضعيف، وصار يدلل على كلامه بما تأباه القواعد الشرعية قلباً وقالباً، وليته كلف نفسه العناء واطلع على أقوال المذاهب الأربعة التي نصت على سنية صلاة الكسوف ليعلم ما خفي عنه ويستنير في أمر دينه، لكن لله الأمر من قبل ومن بعد. وأنقل للقراء الكرام نصوص مذاهب الأئمة الأربعة في حكم صلاة الكسوف ليكونوا على بينة من أمر دينهم: * مذهب المالكية: قال الإمام الدردير في أقرب المسالك (31): (سُنَّ وتأكد لك...

كلمة موجزة حول نشأة المذهب المالكي

بسم الله الرحمن الرحيم مَرَّ الفقه الإسلامي -بمذاهبه الأربعة- بعصـور زاخرة ساهمت بمجموعها بإنضاجه حتى اقتطفت ثماره الزكية في عصور الاستقرار المذهبي. ومن تلك المذاهب الإسلامية الأربعة مذهب الإمام مالك إمام دار الهجرة الذي بزغ نجمه في المدينة المنورة مهجر سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وفيها قُبِضَتْ روحه الشريفة الطاهرة، فكانت الأحكام التي توارثها الصحابة الأجلاء -رضي الله عنهم- ممن قُبِضَ النبي -صلى الله عليه وسلم- بين ظهرانيهم هي التي شكلت اللبنة الأولى لفقه أهل الحجاز، والذي كان يُطلق على الإقليم الممتد من المدينة المنورة إلى ما بعد مكة المكرمة وما جاورهما من البُليدات الصغيرة.  إلا أن المدينة المنورة حصلت على الحظ الأكبر من فقه أهل الحجاز، ففيها ترعرع وعلى يدها بلغ أشده ثم نضج، لا سيَّما بعد تولي أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- زمام الخلافة الإسلامية، فضبط الأحكام الفقهية ورتبها وهذبها وفق ما اتفق عليه كبار فقهاء الصحابة الكرام في وقته، وأبعد الأحكام الشاذة والتي لم تشتهر كاشتهار غيرها.  ثم توارث الأحكام الفقهية طبقة التابعين وتابعي التابع...